أخبار

دورة أممية بحمولة تؤكد مصداقية الطرح المغربي لقضيته الأولى

16 أبريل 2025
A+
A-

مغارب نيوز – التهامي بنعزوز

إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن بنيويورك ، الإثنين 14 أبريل 2025، كانت تحولا داخل تحول أشمل : التحول الأول يتمثل في تماهي دي ميستورا نفسه ، خلافا لما كان عليه الأمر في السابق ، مع سياق الحكامة والحكمة الوازنة التي تتبناها مجموعة كبيرة من الدول وعلى رأسها مواقف القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا ، تجاه مبادرة الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط في إطار السيادة المغربية ، كحل متوافق عليه لحل الأزمة، والتي اختارت الاصطفاف إلى جانب حقوق المغرب التاريخية والمشروعة بالنظر للزخم والديناميكية التي تحظى به، ما شكل التطور الأكثر إيجابية ، في مقابل استمرار الجمود والتصعيد في الموقف الجزائري ، وهو ما يدفع المراقبين إلى طرح سؤال مفاده: إلى أي حد ستنجح الجهود الأممية في جر الجزائر إلى الموائد المستديرة واستبيان ما إذا كانت طرفا معنيا بالقضية أم لا؟..

أكثر من هذا ان دي ميستورا ذهب إلى حد  تمثل الأمانة في نقل وتقصي معاناة المحتجزين الصحراويين، خلال زيارته الأخيرة لمخيمات تندوف، والتي استقاها على الخصوصً  من نسائها وشبابها، مستشهدا بشهادات صادمة حول حلمهم اليوم قبل الغد بالعودة إلى وطنهم ، لم ينس المبعوث الأممي الكلمات المؤثرة التي فاهت بها شابة صحراوية وهي تعبّر عن حلمها في أن تُدفن في وطنها لا في صحراء تندوف، في إشارة إنسانية قوية تُحرج الجزائر وتُسائل استمرارها في تغذية الانفصال واحتجاز آلاف الصحراويين في ظروف لا إنسانية مستحضرا في الآن نفسه تراجع الحصص الغذائية وانعدام الأفق، والحرمان من حق العودة، وهي أوضاع يتحمل مسؤوليتها المباشرة النظام الجزائري الذي يحتضن المخيمات ويتحكم في مصير ساكنتها والذي ظل وفيا لمناوراته العدوانية على مختلف الأصعدة العسكرية منها والكيدية على وقع التسلّح والتصعيد في المنطقة مع استمرار إغلاق الحدود وغياب التواصل الدبلوماسي، لذلك يظل الشق السياسي منقوصا ما لم يتم ربطه بتوجسات ومقاربات الشق العسكري ..

تحت المجهر: الجزائر تزيد التوترات الإقليمية بإنشاء قاعدة جوية قرب المغرب ( تقرير )

إلى ذلك أكد تقرير لموقع “Bulgarian Military”، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن تشييد الجيش الجزائري لقاعدة جوية جديدة في منطقة “أم العسل” بولاية تندوف، على بُعد 72 كيلومترا من الحدود مع المملكة المغربية، يفاقم التوتر المتصاعد بين المغرب والجزائر، وسط تسارع وتيرة تسابق الدولتين الجارتين نحو التسلح ، متسائلا عما إذا كانت  الجزائر “تستعد للمواجهة أم أنها بصدد استعراض نواياها لتذكير المغرب والعالم بأن أطماعها لا تزال قائمة ؟، قبل أن يؤكد أن “أجواء تندوف أصبحت أكثر توترا”..

أفاد التقرير بأن القاعدة الجوية الجزائرية تحتضن طائرتين مقاتلتين روسيتين من طراز “ميغ”، مجهزتين بصواريخ جو-جو، إلى جانب مدرجات ومستودعات للذخيرة ورادارات موجهة نحو الأراضي المغربية، إضافة إلى بنية تحتية تشير إلى وجود خطط لتوسعة هذه المنشأة العسكرية، ما يُمثّل تصعيدا جديدا على الحدود المغربية الجزائرية.

وأوضح الموقع المتخصص في أخبار الدفاع أن “الطائرتين الموجودتين في قاعدة أم العسل تعملان بمحركين من طراز Klimov RD-33MK يمكنهما بلوغ سرعة تقارب 1500 ميل في الساعة؛ فيما يبلغ نصف قطرهما القتالي حوالي 620 ميلا بدون خزانات وقود إضافية، ما يمكنهما من تغطية معظم الحدود الشرقية للمغرب في غضون دقائق فقط .

وذكر أن ما يلفت الأنظار إلى هذه القاعدة الجوية الجديدة ليس فقط وجود هاتين الطائرتين، وإنما أيضا وجود مدرجات خُصصت لاستيعاب طائرات أكثر تقدما على غرار “سوخوي 30” و”سوخوي 35″، مسجلا أن “وجود محطات رادار ومستودعات ذخيرة في قاعدة أم العسل يمهد لتحويل هذه القاعدة العسكرية إلى مركز استراتيجي متكامل، يمكن معه وصف الموقع بأنه يشكل نقطة مراقبة تكتيكية ليس بهدف الهجوم الفوري وإنما لبسط السيطرة على المجال الجوي الحدودي .

التقرير ذاته أشار إلى أن “الجزائر تمتلك أكثر من عشرين منشأة عسكرية قرب الحدود، بعضها لا يبعد سوى ب 6 كيلومترات عن المغرب؛ ما يكرس التوجه العالمي نحو نشر القواعد المتقدمة على الحدود .

في الجهة المقابلة، يعمل المغرب، الذي رفع ميزانيته الدفاعية إلى أكثر من 13 مليار دولار برسم العام الجاري، على امتلاك وتحديث مقاتلاته من طراز “إف-16” التي تصنعها أمريكا، حليفة الرباط، حيث أشار تقرير الموقع المتخصص في الشأن العسكري في هذا السياق إلى أن “ظهور أخبار حول إجراء اختبارات لمنظومة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت في المغرب، القادرة على تحييد المقاتلات الروسية، قد يكون ردّا على تصاعد التهديد الجوي الجزائري .

وأبرز أن الجيش المغربي ركز أيضا على اقتناء الطائرات المسيّرة، خاصة طائرات “بيرقدار تي بي 2” التركية، التي أثبتت فعاليتها في صراعات عديدة؛ أبرزها نزاع ناغورنو-كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، معتبرا أن المنطقة تشهد سباق تسلح إقليمي ناتج عن التوتر الذي يغذّيه النزاع في الصحراء.

وشدد على أن “إنشاء قاعدة أم العسل ليس نقطة تحوّل كبرى بقدر ما هو إشارة تحذير، على اعتبار أن طائرتي MiG-29M2 وبعض الرادارات لا يمكنها إسقاط الدفاعات المغربية؛ لكن قابلية القاعدة للتوسع ومدارجها الجاهزة لاستقبال طائرات سوخوي تشير إلى وجود طموح جزائري أكبر”، مضيفا أن “إنشاء القاعدة في الوقت الحالي هو خطوة تكتيكية ، لكن إمكانية رصد القواعد من الفضاء قد يساعد على تجاوز الوزن الرمزي لقدرات هذه القاعدة العسكرية في عصر الطائرات المسيّرة والمراقبة عبر الأقمار الصناعية .

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *