أخبار

نحو خريطة طريق مقترح “الحكم الذاتي الجاد” في إطار سيادة المغرب .. دي ميستورا يؤكد الدعم الدولي لمغربية الصحراء

15 أبريل 2025
A+
A-

في تطور لافت لمسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، قدّم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، إحاطة أمام مجلس الأمن بنيويورك الذي ترأست فرنسا دورته، أمس الإثنين 14 أبريل 2025، كشف خلالها عن تحول نوعي في مواقف القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تجاه مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط، في مقابل استمرار الجمود والتصعيد في الموقف الجزائري.

واشنطن تجدّد دعمها لمغربية الصحراء

دي ميستورا قال خلال إحاطته، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعاد إلى الأدهان التأكيد على دعم بلاده لمقترح “الحكم الذاتي الجاد” في إطار سيادة المغرب، معتبراً إياه أساساً لحل “متوافق عليه” للأزمة، في تأكيد جديد على موقف واشنطن الذي أرساه الرئيس ترامب سنة 2020، ولا تزال إدارته الحالية تتبناه وتعمقه ، كما عبّرت ، وفق دي ميستورا، عن استعدادها بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبتوجيه من مجلس الأمن، للانخراط المباشر في تسهيل الوصول إلى حل سياسي قائم على التوافق، ما يشكل ضربة أخرى للأطروحة الانفصالية التي تروّج لها الجزائر.

دي ميستورا لم يُخفِ قلقه من تدهور العلاقات الجزائرية المغربية، مؤكداً أن استمرار إغلاق الحدود، وغياب التواصل الدبلوماسي، وتزايد التسلح في المنطقة، كلها عوامل تهدد الاستقرار الإقليمي وتؤثر سلباً على جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى حل سياسي دائم.

في ذات السياق، شدّد المبعوث الأممي على أن تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب يُعد شرطاً أساسياً لنزع فتيل التوتر وضمان نجاح أي مسار تفاوضي.

معاناة المحتجزين بتندوف..

بالمقابل خصص دي ميستورا جزءاً من مداخلته لزيارته الأخيرة لمخيمات تندوف، التي التقى خلالها بمسؤولين أمميين وبمنظمات مدنية، واستمع لمعاناة المحتجزين الصحراويين، خصوصاً النساء والشباب، مستشهدا بشهادات صادمة حول تراجع الحصص الغذائية، وانعدام الأفق، والحرمان من حق العودة، وهي أوضاع يتحمل مسؤوليتها المباشرة النظام الجزائري الذي يحتضن المخيمات على ترابه ويتحكم في مصير ساكنتها.

ارتباك جزائري واحتجاز صحراويين يحلمون اليوم قبل الغد بالعودة إلى وطنهم

استشهد المبعوث الأممي بكلمات مؤثرة لشابة صحراوية عبّرت عن حلمها في أن تُدفن في وطنها لا في صحراء تندوف، في إشارة إنسانية قوية تُحرج الجزائر وتُسائل استمرارها في تغذية الانفصال واحتجاز آلاف الصحراويين في ظروف لا إنسانية.

دي ميستورا خلص في إحاطته إلى دعوة مجلس الأمن لاستثمار الأشهر الثلاثة المقبلة في إطلاق دينامية سياسية جديدة، مدفوعة بانخراط نشيط من الأعضاء الدائمين، خاصة الولايات المتحدة، معتبراً أن دورة أكتوبر 2025 التي ستكون مخصصة لإصدار القرار المطلوب في هذه القضية ، ما قد يشكل منعطفاً حاسماً في الملف إذا ما تم توفير الزخم الدبلوماسي اللازم.

يذكر أن مجلس الأمن المذكور أخذ علما بإحاطة المكلف بمهام بعثة المينرسو في المنطقة .

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *