واصلت محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، الثلاثاء، جلسات محاكمة « إسكوبار الصحراء »، الذي يتابع فيه سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي ، بالاستماع إلى المتهم « سعيد. أ »، وهو ضابط ممتاز بالمصلحة الولائية في مدينة الدار البيضاء، المتابع في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالتزوير في محرر رسمي، إلى جانب تهمة أخرى تتعلق مباشرة بارتكاب عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية ، وذلك بعدما الأخير على عدم مخالفة القانون أثناء بحثه في الشكاية التي تقدم بها عبد النبي بعيوي ضد والدة زوجته السابقة سامية موسى، متهما إياها بسرقة مجوهرات في ملكيته، بالإضافة إلى ساعات ثمينة.
استفسره القاضي بشأن صور تقول سميرة، وهي إحدى خادمات سامية موسى، التقطت للمجوهرات السالفة الذكر، وإن الضابط المتهم رفض ضمها إلى الملف. وهذه المجوهرات هي في ملكية سامية وليس بعيوي، ما يثبت أن جميلة بطوي، والدة سامية، بريئة من تهمة السرقة التي وجهها ضدها بعيوي.
غير أن الضابط المتهم شدد على أن الصور لم تعرض عليه سنة 2013، ورغم ذلك نسب إليه اطلاعه عليها سنة 2013 ،واصفا إياها بـ «الواقعة الخيالية »، مبرزا، أن الصور ظهرت فجأة لدى الفرقة الوطنية سنة 2023، حيث قيل إن « سميرة » هي من أدلت بها ، مشيرا إلى أن « هذا الملف يتعلق بالمخدرات »، وأضاف، أنا أنجزت البحث في هذا الملف سنة 2013، وليس سنة 2015، أي سنة القبض على شحنات المخدرات في واقعة الجديدة، ما علاقتي بهذا الملف؟.
وتابع تساؤلاته: لماذا تم ضم هذا الملف، أي شكاية بعيوي ضد والدة زوجته إلى ملف « إسكوبار الصحراء »؟ كيف سأقنعكم بأنه لا دخل لي في المخدرات؟ .
وأورد المتهم: « الحقيقة هي ما صرحت به. وإذا لم تكن هناك ثقة بيني وبين النيابة العامة، فما فائدة هذه الصفة الضبطية التي أحملها؟ . وأضاف: بسبب هذه الصور أنا هنا في السجن. الصور لم يتم الإدلاء بها أمامي، وأتحمل مسؤوليتي. هناك ضمانة سلطة رقابية للوكيل العام.
وفيما يتعلق بتسجيل صوتي بين دليلة وسميرة حول حقيبة تضم المجوهرات التي يتهم بعيوي والدة سامية بسرقتها، يقول الضابط إنه استغل هذا التسجيل في البحث، وتمت إحالته إلى المختبر التابع للشرطة، غير أن القاضي استفسره مرارًا وتكرارًا عن عدم إحالته على الملف. يرد الضابط بأنه استغله في البحث وأشار إليه في المحاضر.
إلى ذلك، واجه القاضي، المتهم، بتصريحات مساعده يدعى زكرياء الذي خاطب سميرة خارج البحث قائلاً: « كون شفتي شحال ديال الفلوس خسرتي باش دخلتيه وخرجتيه من الحبس، كون هربتي ». أجاب الضابط: هذه الواقعة لم أحضرها، ويتعين على زكرياء الإجابة عنها.
وحول اتصال الضابط بعبد النبي بعيوي بشأن شقة للتخييم في الصيف، أكد الضابط أنه لم يلتقِ بعيوي، وأن هذه الواقعة حدثت في 2023 وليس في 2013. أي مرور عشر سنوات بين الشكاية وذهابه إلى السعيدية قصد الاستجمام رفقة أسرته ، وأنه أعطى مبلغ 6000 للوسيط، وهناك شهود على ذلك.
الحلي والمجوهرات الثمينة لمن تعود ملكيتها وهل تمت سرقتها فعلا ؟
قالت دليلة، متهمة في ملف « إسكوبار الصحراء » بـالمشاركة في التزوير لدى استماع محكمة استئناف الدار البيضاء، الثلاثاء لدفوعاتها ، متسائلة لماذا أنا هنا معتقلة بالمحكمة ؟ ليذكرها القاضي بمضامين محاضر الاستماع إليها ولباقي المتهمين، والتي أكدت فيها أن سامية زوجة بعيوي السابقة، طلبت منها نقلها رفقة والدتها إلى المطار من أجل السفر إلى وجدة ، الوقت ساعتها كان متأخرا، لذلك قضوا الليلة في منزل والدتها بدرب السلطان.
وأشارت إلى أنها كانت بصدد الاستعداد لتحضير وجبة عشاء لفائدة ضيوف شقيقها وهم إماراتيون، وذلك بشقتها في منطقة المعاريف، غير أنها تفاجأت بحضور الشرطة بمعية بعيوي. وحسب دليلة، فقد تم إخلاء سبيل الجميع، بينهم ضيوف شقيقها الإماراتيين من طرف الشرطة، دون الاستماع إليهم.
بعد مرور يومين، تضيف دليلة ، اتصلت بها إحدى خادمات سامية، وأخبرتها بأنها ستحضر لاسترجاع حقيبة تركتها غزلان في غرفة نوم دليلة ، كان بعيوي دخل في شجار مع زوجته في شأنها، بها بعض الحلي والمجوهرات الثمينة وساعات يدوية توحي من خلال حجمها بأنها ساعات رجالية ، وأن جميلة والدة سامية هي من طلبت ذلك.
وبعد يومين، على الاتصال بسميرة، اتصل بعيوي بدليلة، معاتبا إياه على إيواء زوجته وتهديدها بتوريطها في هذا الملف ، وللتأكيد على نفيها أية علاقة لها بالموضوع، قالت أنها أحضرت التسجيل، إلى المصالح الأمنية المختصة.
استفسرها القاضي، هل تم اتفاق مع بعيوي على التسجيل الصوتي، أجابته بالنفي، قائلة لم أتفق معه، جا عندي قال « شفرتوني »، وأنا قمت بالتسجيل قبل ذلك لإثبات براءتي.