جرى إبعاد القفطان عن القائمة الجزائرية التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، التي كشفت عنها منظمة “اليونيسكو” التابعة للأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي، في إطار الدورة الـ19 للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في أسونسيون، يدل على ذلك تمثيلها بملابس من منطقة الشرق، دون أن تتضمن القفطان، بعد شكوى رسمية تقدمت بها المملكة المغربية، في يوليوز الماضي، عبر وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على إثر تقديم التمثيلية الجزائرية صورة ومقطع فيديو يظهر فيه القفطان المغربي من طراز “النطع الفاسي”.
واعتبرت السلطة الحكومية المغربية المكلفة بالتواصل حينها، بتنسيق مع المندوبية الدائمة للمغرب لدى “اليونيسكو”، أن الأمر يتعلق بـ”عملية سطو ليست الأولى من نوعها على خلفية ما عرفه قطاع الزليج والموسيقى”، مبرزة أن الأمر يتعلق بصور لقفطان مملوك للمغرب جرى التقاطها من متحف في العاصمة الهولندية أمستردام.
وحثت الشباب والثقافة والتواصل ، منظمة “اليونيسكو” على “الحذر واليقظة في معالجة طلبات تسجيل التراث غير المادي، بما يحافظ ويحترم تاريخ كل بلد وخصوصيته وتراثه الثقافي”، داعية إلى “الحفاظ على روح وحياد اتفاقية عام 2003، وعدم إخضاعها للاستغلال لأغراض سياسية”.
وعرضت “اليونيسكو” نبذة عن الملف الخاص بـ”الزي الاحتفالي النسائي في المنطقة الشرقية بالجزائر ، المتضمن ل 17 عنوانا يهم الإضافات الجديدة إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، : المعارف والمهارات المرتبطة بصناعة وتزيين الكندورة والملحفة”، حيث “تعتبر الكندورة والملحفة من الملابس التقليدية التي ترتديها النساء في المناسبات الاحتفالية مثل حفلات الزفاف والاحتفالات الوطنية والدينية”.
وتابعت المنظمة ، “في مثل هذه المناسبات، يعمل عرض هذه الأزياء على ترسيخ وتأكيد وتعزيز الروابط الاجتماعية، وتنمية الشعور بالتضامن بين الأفراد والمجتمعات، وتتم ممارسة المعرفة والمهارات المتعلقة بالنسيج في الأسر وورش الملابس، حيث تساعد في تعزيز التنمية المستدامة من خلال الحرف اليدوية وتشجيع الإبداع البشري”، دون أي تطرق للقفطان.
وزير الثقافة والفنون الجزائري، زهير بللو، وفي كلمة مصورة بثتها منصات وزارته ووسائل الإعلام الرسمية، وجه شكره لرئيسة منظمة “اليونيسكو” أودري أزولاي، ابنة مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، كما شكل أعضاء اللجنة الخاصة بصون التراث غير المادي، لمصادقتها على تسجيل ملف الجزائر الذي يتضمن “الكندورة” و”الملحفة”، واصفا الأمر بأنها “لحظة تاريخية” و”مصدر فخر”.
