أخبار

المغرب يتقدم رسميا بطلب الانضمام لمجموعة البريكس ويدق بابها

17 أغسطس 2023
A+
A-

أكدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، نادليدي باندور، أن 23 دولة بينها المغرب تقدمت بطلب الانضمام بشكل رسمي إلى المجموعة الاقتصادية «بريكس» التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ، ذلك ما أكده ذات التكتل السياسي والاقتصادي الدولي البارز في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” (تويتر سابقا).

واعتبر محمد سالم عبد الفتاح، الخبير في العلاقات الدولية، أنه “لا شك أن المملكة مؤهلة أكثر من غيرها لقبول طلبها الانضمام إلى مجموعة البريكس بحكم استجاباتها لكافة شروط العضوية في هذه المجموعة .

وأوضح المحلل السياسي أن “أهم ما يميز المملكة هو توفرها على الاستقرار السياسي وموقعها الاستراتيجي الهام في التجارة العالمية كونها تطل على إحدى أهم الممرات البحرية في العالم،

فضلا عن اقتصادها المتنوع ومعدل النمو المستقر إلى جانب حجم الاقتصاد الذي بلغ 140 مليار دولار، والمؤهل للوصول إلى سقف الـ200 مليار دولار .

ودونما شك فإن الانضمام ينسجم مع الاستراتيجية المغربية الساعية للتعددية وتنويع الشراكات بعيداً عن أحادية النهج والقطبية(تجاذب القطبين)، و أن المغرب ليس بلدا تابعا لأحد وغير محسوب على أي اصطفاف وأنه قادر على اتخاذ قرارات سيادية منفصلة عن حلفائه التقليديين، مع إبقاء كل قنوات التواصل والتعاون والشراكة مفتوحة مع جميع الأطراف.

ما يعني عدم وجود أي تعارض أو تناقض بين الانخراط المستقبلي في مجموعة «بريكس» إلى جانب روسيا والصين ووجودها كفاعل في تكتلات جيوستراتيجية إقليمية أو عالمية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا والاتحاد الأوروبي.

إن علاقة المغرب المستقبلية مع مجموعة «بريكس» في حالة الموافقة على طلب الانضمام، ليست مرهونة فقط بالشق الاقتصادي لجهة التوسع في الموارد والمكاسب المالية، بالنظر إلى أن المجموعة توفر التعامل مع تكتل يضم ما يزيد عن 40 بالمئة من سكان العالم، سواءً من دول المجموعة أو دول تتعامل معها، كما ينتج أكثر من 30 بالمئة من السلع والخدمات على مستوى العالم، ويساهم بأكثر من 31.5 بالمئة من معدلات النمو للاقتصاد العالمي، لا ننسى أن أحد أهم الدوافع الرئيسية التي تدفع المغرب نحو تجمع «بريكس» أو البحث عن شراكات أخرى، تتعلق بالاعتقاد العام بأن تجمع الاتحاد الأوروبي أصبح غير موثوق في سياسته الخارجية تجاه بلدنا بل إن إدارته للملفات والقضايا الدولية المرتبطة بالمغرب أصبحت معاكسة لمصالحنا العليا، ومن الأمور التي تجعل الاتحاد الأوروبي غير موثوق هو سياسته التدخلية الفجة في الشأن الداخلي الوطني بحجة حقوق الانسان أو غيرها من الاتهامات الواهية.

كما أن الانضمام لـ «بريكس» يحمل فرصة كبيرة لمحاصرة مد الانفصال فهناك دول مؤسسة لهذا التجمع الاقتصادي وفي مقدمتها جنوب إفريقيا تؤيد علنا ضرب وحدتنا الترابية وتدافع بشراسة على انضمام حليفها الجزائر وهذا من شأنه أن يخلق قوة عالمية معارضة لسيادتنا ومصالحنا، لذلك فأهمية وجود المغرب وسط هذا التكتل يدخل ضمن سياسة عدم ترك المقعد الشاغر والعمل على تحويل مواقف دول الـ «بريكس» إلى متفهم للموقف المغربي أو على الأقل دفعها نحو مزيد من الحياد الإيجابي الذي يخدم المصالح السيادية والاقتصادية لبلدنا.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *