أصدرت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، عقوباتها السجنية المتراوحة بين سنة واحدة حبسا نافذا والسجن المؤبد، في حق ثلاثة أشخاص توبعوا في حالة اعتقال بالتورط في مقتل شاب بشاطئ سلا، منتصف شهر غشت من سنة 2023، وهي الأحكام التي جاءت مؤيدة للعقوبات السجنية التي صدرت في حقهم ابتدائيا، بتاريخ 6 مارس 2024.
ذات الهيئة القضائية المذكورة ، طبقا للتفاصيل التي أوردتها الأخبار، متهمين في العشرينات من عمرهما بالسجن المؤبد، بعد متابعتهما بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث توفي الضحية غرقا، بعد تعريضه لاعتداء خطير بالسلاح الأبيض ، فيما أدانت متهما ثالثا بسنة حبسا نافذا بتهمة عدم التبليغ.
المحاكمة تخللتها مرافعات قوية لممثل الحق العام ودفاع المتهمين، في إطار التجاذب الكبير الذي رافق هذه القضية، بعد تعدد القراءات المتصلة بتكييف التهمة وملابسات الجريمة.
وتعود أطوار هذه القضية إلى غشت 2023، عندما سجلت المصالح الأمنية بسلا وفاة شاب في مقتبل العمر غرقا بشاطى «بوشوك» ، بالقرب من الساحل المقابل لحي سعيد حجي بسلا، بعد تعريضه لاعتداء بالأسلحة البيضاء من طرف شابين كانا تحت تأثير التخدير، حسب إفادات متطابقة بعين المكان، اعتمد عليها المحققون لاحقا لفك كل ألغاز الجريمة.
وأكدت الشهادات ذاتها أن الشاب الضحية كان رفقة مجموعة من أقرانه، بمخيم عشوائي بشاطئ «بوشوك» بسلا، ودخل في نقاش مع «شلة» أخرى من الشباب كانوا يجاورون خيمته بالشاطئ، قبل أن يعرضه شخصان للضرب المبرح بالسلاح الأبيض، ويرغماه على رمي نفسه في البحر بعد تهديده بالقتل، علما أنه كان يقع تحت تأثير الطعنات القوية التي وجهها إليه الجانحان.
وتقاسم صياد بالمنطقة تفاصيل السيناريو المرعب الذي عاشه الضحية مع المتهمين، حيث أكد أنه لم يسلم هو الآخر من تهديداتهما، عندما حاول إنقاذ الشاب الذي ظل يصارع الأمواج في عمق البحر، رغم إصابته بالسلاح الأبيض. وأضاف شهود عيان بمن فيهم الصياد وأحد أصدقاء الضحية، أن هذا الأخير خارت قواه واختفى عن الأنظار وسط الأمواج، أمام أعين المتهمين، قبل أن يلوذا بالفرار.
وتزامنا مع مساعي مصالح الإنقاذ لاستخراج جثة الشاب الضحية، نجحت عناصر الشرطة القضائية الجهوية بالأمن الإقليمي بسلا في إيقاف المتهمين المتورطين في هذه الجريمة، وتقديمهم إلى العدالة، حيث تمت إدانتهم بالسجن المؤبد ابتدائيا واستئنافيا.