أخبار

حتى لا يتحول صعود اليمين المتطرف الفرنسي إلى ” جرافة سياسية ” تجعل من الهجرة و اللجوء و الإسلام و المساجد…حصان طروادة

20 يونيو 2024
A+
A-

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين مع نحو ستة ملايين شخص ، والمقررة بدورتين في 30 يونيو والسابع من يوليوز ، يساور الناخبين المسلمين قلق من احتمال وصول حزب يجاهر بعنصريه إلى رأس السلطة من بوابة فوز اليمين المتطرف الذي يخشون أن يكونوا أولى ضحاياه على صعيد الحياة اليومية وبالتالي “تشريع” هذا العداء للمسلمين “في حال تكاثر الأعمال المناهضة لهم.

ثمة “خطرا فعليا” برؤية التجمع الوطني اليميني المتطرف “يفوز في الانتخابات التشريعية” مع ما قد يحمله ذلك من

قوانين معادية للإسلام” تدعو إلى “تقييد حرياتهم الفردية” على صعيد المعتقد واللباس.

من قبيل معارضته للذبح الحلال ومنع وضع الحجاب وحظره بموجب مقترح قانوني “الإيديولوجيات الإسلامية” في 2021. يذكر أن التشريعات الفرنسية تمنع راهنا وضع الحجاب في المدارس الرسمية كما تمنع البرقع في الأماكن العامة.

وفي ليون في جنوب شرق البلاد، سار نحو أربعين شخصا من اليمين المتطرف جدا في الشوارع ، على ما أظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وهم يصرخون “نحن نازيون” و”المسلمون خارج أوروبا”.

وندد عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ بهذا التحرك وبـ”صعود اليمين المتطرف المقلق جدا” معربا عن خشيته من تحول “المغاربي” و”المسلم” إلى “كبش فداء وتجسيدا لكل ما ينظر إليه على أنه مصدر تهديد وغير منسجم مع الهوية الوطنية التي يفترض أنها متجانسة داعيا السلطات إلى التحرك فورا حيال “هذا التعبير المتطرف .

“في ذهن الناس اختلط كل شيء فالهجرة باتت تعني الإسلام وأيضا غزو من مجموعة من السكان ومن ديانة معينة”. كم هو مأسوي الأمر ، الوضع هنا أصعب اليوم مما كان عليه قبل 15 عاما ، حيث الإسلام رديف للتطرف الإسلامي… الجميع يوضع في السلة نفسها”.

وإزاء مستجدات الوضع، يتأسف الكثير من المسلمين للصورة التي تنقلها عنهم وسائل الاعلام في حين تشهد فرنسا موجة هجمات عنيفة ترتكب باسم الإسلام.

وهذه أم تنصح ابنيها البالغين “بمتابعة الدراسة ليتمكنا من المغادرة إلى مكان آخر” في صدى لما ورد في كتاب صدر أخيرا بعنوان “فرنسا تحبها لكنك تغدرها وهو يعكس الضيق الذي يشعر به جزء من الشباب المسلم في فرنسا. الفئات الأكبر سنا تعرب هي أيضا عن خوفها حيال الانتخابات التشريعية.

سونيا جزائرية حصلت قبل شهر على تصريح إقامة لمدة عام، وتعرب هي الأخرى عن قلقها “أخشى أن تتم إعادتي إلى بلدي”، موضحة أنها صارت في وضع قانوني بعد تسع سنوات من الإقامة من دون وثائق في فرنسا. تعمل المرأة البالغة 38 عاما مدبرة منزل، ولكنها أيضا مساعدة منزلية لكبار السن وجليسة أطفال، وهي تعمل كثيرا” حتى وقت متأخر من المساء وفي عطل نهاية الأسبوع. وتؤكد “لا أحصل على إجازات أبدا، حتى أثناء تفشي كوفيد كان الناس يطلبونني للعمل .

تتابع سونيا المقيمة في أحد الأحياء الفقيرة في شمال مرسيليا “ُيقال لنا إننا غير مرغوب فينا، رغم أنني أضطر للاعتذار عن عدم العمل بسبب ضيق الوقت”، مضيفة “لا أفهم حقا” ما يلام عليه المهاجرون.ويقول المهاجر الخمسيني الذي ُر فض طلب تجنيسه، إنه يشعر وكأنه مواطن “درجة ثالثة”، ويدحض فكرة استفادة المهاجرين من المساعدات قائلا “بالطبع، هناك سفلة، ولكن الكثير من الفرنسيين يسيئون التصرف أيضا .

وتؤكد زهرة البالغة 75 عاما التي أتت من تونس إلى فرنسا قبل 46 عاما “استمعت إلى كلام رئيس التجمع الوطني (جوردان بارديال). ما كان يقوله هو: الأجانب خارجا والعاطلون عن العمل خارجا! وهو يريد أن يصبح رئيسا للوزراء؟.

ويرى كريم تريكوتو الفرنسي الجزائري البالغ 32 عاما بعض الأمل الذي يستمده من الشعور في أن “أحزاب اليسار تتحالف وباتت أكثر قوة” مؤكدا أنه سيصوت بالتأكيد.

في انتخابات التاسع من يونيو الأوروبية ، صوت الناخبون المسلمون الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع، بنسبة 62 % لحزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي على ما اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب لحساب صحيفة “ال كروا”. لكن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 59 % في صفوفهم.

لذا يدعو المسؤولون الدينيون الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع وعدم تصديق مقاطع مصورة تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتؤكد أن الدين الإسلامي يدعو إلى الامتناع عن التصويت. يقول أوبرو “هذا هذيان” منددا بمن أسماهم “جهلة . و على العكس من ذلك يؤكد حفيظ أيضا ” أن الدين الإسلامي يدعو إلى احترام سلطة الدولة التي نعيش فيها”.

في منطقة باريس، يمثل المهاجرون ما بين 40 إلى 62 %من العاملين في قطاعات المساعدة المنزلية والبناء والفنادق والمطاعم والتنظيف والأمن والصناعات الغذائية، بحسب الإحصائيات الرسمية لعام 2022.

هجرة مكّثفة

مساء الأحد، وبعد الإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة، أكدت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن أن حزبها “مستعد للدفاع عن مصالح الفرنسيين، ومستعد لوضع حد لهذه الهجرة المكّثفة .

بلد مختلط

رئيس منظمة “سينغا”، بونوا هامون وهي منظمة دولية تعمل على تعزيز إدماج الوافدين الجدد في سوق العمل، ندد بمن يعتبرون أن الأجانب يعيشون “على ظهور الفرنسيين” و”بسياسيين لا يعرفون شيئا عن واقع الهجرة”. ويضيف المرشح الرئاسي الاشتراكي السابق “كيف سنستغني عن مساهمات العمال الأجانب في صندوق التقاعد؟”. يؤكد بائع الملابس الفاخرة في مركز “بون مارشيه” التجاري في باريس دانيال الغو، وهو من ساحل العاج، أنه “لا يريد أن يأخذ مكان أحد .

ويشدد الشاب الثلاثيني “نحن لا نترك وطننا من أجل المتعة، بل لأنه ليس لدينا خيار آخر”، مشيرا إلى أن فرنسا “بلد مختلط”، داعيا من لم يصوتوا في الانتخابات الأوروبية إلى المشاركة في الانتخابات التشريعية في مواجهة هذا التحدي.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *